![]() |
مرض الذهان |
من اسمه يتبين أنه يتعلق بالذهن وهو من أخطر الأمراض النفسية التي تصيب الإنسان في مختلف الأعمار. والذهان مصطلح طبي نفسي للحالات العقلية التي يحدث فيها خلل ضمن إحدى مكونات عملية التفكير المنطقي والإدراك الحسي، والأشخاص الذين يعانون من الذهان قد يتعرضون لنوبات هلوسة، والتمسك بمعتقدات توهمية، وقد يتمثلون حالات من نغيير الشخصية مع مظاهر تفكير مفكك.
وموقف الذهاني هو موقف التجاهل ولا نقول عربيا أن كائنا ما يتجاهل إلا إذا عرف مبدئيا ما يتجاهله، لا يمكن أن نتجاهل إلا الشيء الذي نعرفه مسبقا، بالتالي التجاهل يكون عن معرفة.
الذهاني ازدوج مع الشبكة اللغوية بالتالي ازدوج مع هذا النظام وصل إذا إلى مشارفه، أصبح النظام عنده داخليا أي تورط فيه، إنما عندما سجل هذا النظام تجاهل العالم الخارجي واكتفى بالقطب الذي سجله بداخله، يعرف اللغة، الزمان، المكان، وتوجه في الزمان-المكان ويعرف الخير والشر ويعرف الممنوع والمحرم، لكنه يستخدم ميكانيزم التجاهل ليتجاهل تلك الأمور..وعندما وصل إلى هذه المرتبة وقع شيء ما نسميه بالانفصام، انفصم ما سجله عن الشيء الذي سجل منه، كالحالم بقي في حلمه ورفض أن يستيقض من حلمه. فنصف حالة الذهاني بأنه معتكف على ذاته، اكتفى بالعالم الداخلي في ذاته أي اكتفى بأن قطف من النظام واكتفى بما قطفه ولم يرجعه إلى النظام، بالتالي تم تجاهله للنظام. فإن تحدث وصفناه بالهذيان، إنما يهدي أي لغته ومقوماته وسلوكه يوجد خارج الزمان والمكان، يرى ما لا يمكن لأي بشر أن يراه، يحاور ما لا يمكن لأي بشر أن يرى فيه ذلك المحاور. يعيش حياة منفصمة عن الواقع.
ومن الخطأ الفادح نقول عن الذهاني أنه متعدد الشخصية فهو لا شخصية له لأن الشخصية هي ترابط الوحدات، والذهاني لم يصل إلى أي ترابط ولم يصل إلى أي شخصية فالوحدات عنده متناثرة وفي كل مرة هناك وحدة تتحدث في تجاهل تام للوحدات الأخرى لذلك يوصف الذهاني بالبرود العاطفي والجنسي، وهو لا يدخل في الحوار " تسئله عن شرق فيخبرك عن بغل.."، فهو لا يسمع ولا يرى ما دام سمعه هذيان "تخيلات سمعية وبصرية".
⇦ الذهاني إذا مخلوق يتواجد في غرفة لا يستطيع أن يخرج منها وهو قد نفض من غرفة سابقة لا يمكنه الرجوع إليها غرفة الأحادية وغرفة التأخر العقلي. وهو يحيل إلى انعدام الحدود بين الذات والأخر. والذهان يتقسم إلى قسمين "السكيزوفرينيا" و "البرانويا".